المقالة الثانیة: فی ترتیب الوجود - قاعدة: فی المشاهدة

قاعدة: فی المشاهدة

لما علمت انّ الابصار لیس بانطباع صورة المرئی فی العین و لیس بخروج شئ من البصر، فلیس الاّ بمقابلة المستنیر للعین السلیمة لا غیر و اما الخیال و المثل فی المرایا فسیأتی حالها، فانّ لها خطبا آخر و حاصل المقابلة یرجع الی عدم الحجاب بین الباصر و المبَصر. فانّ القرب المفرط انّما منع الرؤیة، لأنّ الاستنارة أو النوریه شرط للمرئی، فلابدّ من النورین: نور باصر و نور مبصَر و الجفن لدی الغموض لایتصوّر استنارته بالانوار الخارجة و لیس لنور البصر من القوة النوریة ما ینورّه، فلا یری لعدم الاستنارة و کذا کلّ قرب مفرط و البعد المفرط فی حکم الحجاب لقلّة المقابلة. فالمستنیر أو النور کلّما کان أقرب، کان أولی بالمشاهدة ما بقی نوراً أو مستنیراً.